تحية إكبار وإجلال لك يا سيدي الرئيس جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا، سلام عليك يا فرنسا منبع الحريات والجمال – ألف تحية لك يا شعب فرنسا الأبي المثال الرافض للظلم والتزوير وعاشق الحق والتنوير، وبعد…

 إنه يوم عظيم 30 سبتمبر – أيلول 2006 للشعب الأرمني ويوم تاريخي مميَّز لأرمينيا زار فيه الرئيس شيراك جمهورية أرمينيا لمناسبة احتفالاتها في الذكرى الخامسة عشرة للاستقلال عن نظام الإتحاد السوفييتي وانضمامها إلى نظام العالم الحر الديموقراطي.

إنه يوم مبارك وميمون يوم وطأت قدما الرئيس الفرنسي وعقيلته السيدة برناديت والوفد الرفيع الموقر المرافق له أرض أرمينيا، ووقف الرئيس شيراك بشموخه المعهود وأعلن على الملأ مرة أخرى وجوب اعتراف تركيا بالمجازر التي اقترفها أسلافهم وذهب ضحيتها 1.5 مليون أرمني بداية القرن الماضي كشرط لقبول انضمامها إلى مجتمع الإتحاد الأوروبي، وأضاف إنَّ اعتراف الأتراك بتلك الواقعة سوف يزيد من النضج الحضاري للدولة التركية ويسهل اندماجها ومعايشتها مع المجتمع الأوروبي المشبع بالأخلاقيات والفضيلة والرافض للغلو والعدوان، كما أن كل دولة تكبر باعترافها بالمآسي والأخطاء التي ارتكبتها.

نعم سيادة الرئيس نحن الأرمن نكرِّر القول ونؤكد أنه لا يمكننا العيش بسلام قريري العين، إذا كانت هناك دولة تستطيع بالامكانات الجغرافية والعسكرية والتحالفات المصلحية أن تنكر فظائع قام بها أسلافها في خضم الحرب وتستطيع أن تفلت بأفعالها وتخفي تاريخها الدامي ضاربة عرض الحائط بجميع القيم والفضائل الإنسانية التي يجب التحلي بها.

أهلاً بك سيادة الرئيس في أرمينيا وفي عاصمتها يريفان، أهلاً بك في قلب عاصمتها وتحديداً ساحة الحرية التي أصبحت اعتباراً من هذا اليوم العزيز وبإحتفالية رسمية تسمى ساحة فرنسا تيمناً ببلدكم. وما الفرق إن كانت ساحة الحرية المحاطة بأجمل المباني والصروح فكأنها متحف مكشوف عزيزة ودافئة في قلب ووجدان كل أرمني مقيم أو مهاجر ستظل عزيزة ودافئة في قلوبنا بعد تسميتها ساحة فرنسا. ألم تسمَ الحرية بفرنسا وفرنسا بالحرية، أو ليس المعنى واحداً ؟

الأرمن يشكرونك سيادة الرئيس ويشكرون جميع العظماء أمثالك وأمثال شعبك يشكرونك  على مواقفك الرائدة معنا عندما تخلى عنا أو غض النظر عن حقنا الكثيرون لأهداف مصلحية بحتة رغم معرفتهم اليقينية نبل قضيتنا. نشكرك لأنك تدفع الحق إلى الأمام وتعيق الباطل عن التقدم.

إنه رد الجميل المتواضع على ما عملتموه من أجلنا، كما أنه يوم الوعد برد التحية بأحسن منها في القريب العاجل باذن الله.

نشرت في جريدة «القبس» بتاريخ 6-10-2006 تحت عنوان «رسالة مفتوحة إلى الرئيس شيراك» 

وجريدة «النهار» في نفس التاريخ وتحت عنوان «كتاب مفتوح إلى الرئيس شيراك».

كتبت هذه المقالة  بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لأرمينيا عام 2006 وتصريحاته العديدة عن ضرورة اعتراف تركيا بالمجازر التي اقترفتها سابقاً في حق الشعب الأرمني والأجواء الحميمة التي سادت العلاقات الأرمنية الفرنسية حينها، وأيضاً كانت هناك مناسبة مهمة وهي الإعلان عن تغيير اسم «ساحة الحرية» (وهي أهم ساحة في وسط العاصمة يريفان) إلى «ساحة فرنسا»، وكانت هذه المقالة بمثابة رسالة ترحيب بالرئيس الفرنسي في أرمينيا ورسالة إجلال لفخامته الذي كان دائماً صديقاً للأرمن.