جسر التواصل 

هذا الكتاب المؤلف  باللغة العربية هو جسر متين مشـيد على نهرالحياة بين الشـعبين العربي والأرمني .

قال الشاعر والأديب الأرمني الموهوب خاجيك تاشدينتس: « طوبى للذي يمد جسراً».

وأنا أضيف بتواضع: طوبى للذي يؤلِّف كتاباً، لأن الكتاب جسر يربط الشعوب ببعضها.

إن جذور مؤلف هذا الكتاب تأتي من قرية جبين الواقعة في منطقة روم قلعة، وكذلك من منطقتي دورت يول وعينتاب. إن قرية جبين قريبة من روم قلعة، حيث عاش فيها في العصور الوسطى، وتحديداً في القرن الثاني عشر الشاعر الكاثوليكوس نرسيس شنورهالي، وشيخ أطباء الأرمن مخيتار هيراتسي، الذي أكد في كتاباته أنه استفاد من علم الأدوية العربية لكونه كان ضليعاً في اللغة العربية، وكذلك عاش في تلك الفترة أكبر مؤلف للأمثال في الأدب الأرمني ألا وهو وارطان ماراتاتسي (أيكيكتسي)، الذي ولد في قرية معراتا الواقعة اليوم ضمن الحدود الشمالية الغربية للجمهورية العربية السورية ، قرب قرية أتارب.

هؤلاء هم شخصيات ثقافية أرمنية مشهورة عاشت في تلك الفترة بجوار العالم العربي.

أما مؤلف هذا الكتاب فقد ولد في مدينة حلب، تلك المدينة العربية السورية التي هي مركز كبير من مراكز الثقافة الإسلامية. إن هذا الأرمني أحب اللغة العربية لدرجة أنه رغب في أن يعرِّف الشعب الذي أنجبه إلى الشعب العربي وبلغته الأم.

كيراكوس قيومجيان ألَّف كتاباً بلغة الضاد وهو بمنزلة جسر يجمع الشعبين العربي والأرمني إلى بعضهما البعض.

     إن هذا الجسر يعرِّف العربي بآلام الأرمني وأحزانه، ليس هذا فحسب، بل بتراثه وثقافته وتاريخه وقضاياه ويعرِّفه أيضاً بالشعب الأرمني الذي كان ولا يزال شعباً محباً للثقافة، شعباً مناضلاً ومجاوراً للعربي، جاراً لم يعتد على جاره في يوم من الأيام، بل أمتزج بالثقافة العربية وتعلم عن طريقها الكثير الكثير.

    إن كيراكوس قيومجيان  بتأليفه هذا الكتاب يكون قد مدَّ جسر صداقة بين شعبين.

    إن السلاح يدفعنا إلى العداوة أما الجسر فإلى الصداقة.

   إن العربي والأرمني يعرفان جيداً كيف يستعملان السلاح، وذلك ليس من أجل نشر الخراب بل من أجل المحافظة على شعبيهما من الحروب المدمِّرة. 

العرب والأرمن ماهران في مد الجسور.

حبذا لو ازداد عدد تلك الجسور.

يا شعوب العالم المحبَّة للسلام ، ليكن الخير حليفكم.

 د. طوروس طورانيان 

 شاعر وأديب